السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سر السعادة في هذه الحياة ، وسعادة جميع من يقوم بها ، هي عبادة لا يتركها
من تعوّد عليها ، يجد الراحة والأمان والطمأنينة بها ، عبادة يغفل عنها الكثير متعذرين ومنشغلين بأمور الدنيا وتوافهها ، هذه العبادة هي ( قيام الليل ) .
ما قيل عنها في القرآن الكريم :
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
فما أجملها من عبادة حينما تنتهي من أعمال يومك وتأتي مرهقًا تسترح لمدة دقائق ومن ثم
تذهب إلى خالقك وتناجيه وتدعوه ، تتوجه إلى خالقك وتتضرع إليه وتبكي بين يديه
لم أجد ولم يجد أحد أجمل من هذا الشعور وخصوصًا حينما يكون الناس نيام فتجد نفسك وحدك
بين يديّ خالقك تشكو له .. تذرف عيونك دموعًا خشية من مناجاتك وندائك للرحمن في الثلث الأخير من الليل تاركًا كل أمر دنيوي خلفك ومتوجه للرحمن فقط الذي أعطاك ومنحك كل مابين يديك..
أتعجب من حال الكثير الذي يجلس لفترات طويلة في الليل يقلب القنوات الفضائية والصفحات
الإنترنتية يبحث عن أمرٍ يسليه ونسى أجمل الأمور والعبادات التي تسليه ، يجلس لساعاتٍ
طوال يضحك مع الجميع ويشاهد ما يشاهد ناسيًا بأنه سيحاسب على كل دقيقة وثانية قضاها في
الحياة الدنيا ..
فيامن تقرأ الموضوع في السحر اترك كل ما بين يديك وتضرع لخالقك في ركعتين حتى يحلو لك السهر ..
وتذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].